صفحة:مرآة الحسناء.pdf/59

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٥٥
قافية التاء
ليس لي لذةٌ ولا ألمٌ في
كلِّ عمري سوى اللقا والشتاتِ
فبيوم اللقاءِ تبدو حياتي
وبيوم الفراق ألقى وفاتي
نعمَ يومًا بهِ من الوصلِ أجني
لذةً فوق سائرِ اللذاتِ
يا رداحًا من غور قفر خباها
صَعِدَتْ كالغزال في الفلواتِ
أنتِ واللهِ آيةٌ مالها من
منكرٍ دون سائر الآياتِ
ا تطيلي حبلَ الدلالِ فإني
لضعيفٌ يا أجملَ الغاداتِ
واحفظي الودَّ تخجلي كل من قد
قال ودُّ الدمى عديم الثباتِ
واسمحي لي برشفةٍ من طلا الثغـر
م فيحيا المحبُّ بالرشفاتِ
نفساتُ الزفيرِ تقتل لكن
أنتِ تحيينني بذي النفساتِ
غفلت أعين الوشاة فقومي
نقضِ طيبَ اللقا على الغفلاتِ
ليت شعري متى يشاءُ الهوى أن
نتعاطى الوصالَ قبل الفواتِ
هجوم الربيع
جاء الربيعُ وأزهارُ الرُّبَى نفحتْ
والوقتُ قد طابَ والورقاء قد صدحتْ
والبرد غاضَ كماءٍ في السباخ كما
لاح الندى وكنوز الصفو قد فتحتْ
زال الشتا وبدا منهُ الربيع لنا
كدرةٍ من فم الثعبان قد طرحتْ
والسحب قد خزقت أثوابها ترحًا
على الزوال وأرواح الصبا فرحتْ
والروض أرسل من أطيابهِ رسلًا
مع النسيم ليدعو الناس إن سمحتْ
راق الزمان وقد طابت مواردُهُ
يا صاحبي وموازين الصفار حجتْ