صفحة:مرآة الحسناء.pdf/68

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٦٤
قافية الجيم
أفدي غزالًا غزا قلبي بنفرتهِ
وما عليهِ رعاهُ الله من حرَجِ
ظبيٌ سبى مهجَ العشاقِ حين رنا
بأعينٍ دأبها تسطو على المهجِ
حلو الشمائل ممشوق القوام لهُ
وجهٌ تسامى بحسن الرونق البهجِ
يهتزُّ كالأسمر الخطيِّ مبتغيًا
قتلي ويرنو كبيض الهندِ في الرهجِ
ذو وجنةٍ كلَّما قبلتها سحرًا
تعطرت نسماتُ الصبح بالأرجِ
يا قاتلي بسيوف اللحظ واأسفي
رفقًا بقلبٍ رماهُ الشوق بالوهجِ
هواكَ أشغل أعضائي وهل نظرت
عيناكَ حبًّا نظيري بالغرام شجي
ما اهتزَّ قدُّك إلا هزَّني طربًا
إليك يا باثقَ الأنوارِ كالسُّرُجِ
عطفًا أيا معرضًا عني بلا سببٍ
على فؤادِ فتًى للغير لم يعُجِ
بذلتُ روحي فدًى للحسن منك فلِمْ
بدلتني وتركت الدمع كاللججِ
لكلِّ ضيقٍ بأحكام القضا فرَجٌ
فما لضيقي أراهُ غيرَ منفرجِ
كم جئتُ أشكو تباريح الصبابة بي
لديك عَلِّيَ أحظى منك بالفرَجِ
فلم تُنلني سوى فرط القلى ظُلمًا
فراقبِ الله يا جاني على المهجِ
إن كنتَ تنكرُ أشواقي إليك فها
دمعي وسقمي وسهدي في الدجى حججي
عهدي بوجهك أن ألقاهُ مبتهجًا
فما لهُ اليومَ أضحى غيرَ مبتهجِ
لا أسلونَّك يا من قد أراقَ دمي
صدًّا ومن زيَّن الخدين بالضرجِ
كيف السلوُّ ولي روحٌ بحبِّكَ قد
ذابت وقلبٌ دَهَتهُ فتنةُ الدعجِ
وهل يبرِّد ما في القلب من حرق
سوى الوصال ورشف الثغر ذي الفلجِ