صفحة:مرآة الحسناء.pdf/73

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٦٩
قافية الحا
روحي فدى تلك المباسم فهي كم
تهدي لنا ماءَ الحياة قراحا!
وبمهجتي تلك الخدودَ فكم زها
برياضها وردُ الجمالِ وفاحا
لو تعلمين حقيقةَ الحبِّ الذي
لكِ في الفؤَادِ لما أردت سراحا
أَوْ لو عرفتِ مَن الذي بكِ مغرمٌ
لظننتِ ذيَّاكَ الغرامَ مزاحا
إني امرءٌ ربحَ المعزةَ بالحجى
وغدا إليكِ بذلةٍ ملتاحا
قلبي لخيمكِ لا لحسنكِ قد صبا
فعلى الدُّمى كم من جمالٍ لاحا
إن تقفلي بالسخطِ أبوابَ الرضى
دوني فصبري قد غدا مفتاحا
هذا إذا لم أسلُ حبَّكِ فاعلمي
أَني فتًى حَسِبَ السلوَّ رباحا
وإذا سلوتُ فلستُ أرجع للهوى
أبدًا ولو كان الرجوعُ فلاحا
ومن المَعيبِ عليَّ إنْ أكُ سرتُ في
أمرٍ وأرجِعُ نادمًا نوَّاحا
والعشقُ يفسدُ بالقلوب فنعمَ من
لا يعشقنَّ كواعبًا وملاحا
كن سالي الحسناءِ يا قلبي عسى
تلقى بذا بعدَ الفسادِ صلاحا
إن الهوى عينُ الهوانِ ففرَّ من
سطواتِه وخُذِ السلوَّ جناحا
يا قاتلَ اللهُ الغرامَ فكم بهِ
ذو العزِّ في وادي المذلة راحا
ولكم جوانحُ قد جنحنَ إلى اللظى
شغفًا وكم من مدمعٍ قد ساحا
نورُ السلوِّ بدا فشمت هُدًى ومن
حيث الشعاعُ أتى نرى الأشباحا
يا ربِّ خذْ بيدي فعفوك دائمٌ
واجعل لنفسي في حماك مراحا