صفحة:مرآة الحسناء.pdf/78

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٧٤
قافية الدال
ولما نضت عن بدر بانٍ سحابةً
وشقت عقيقًا عن جمانٍ وعن قنْدِ
رنت بكحيلٍ قد توارى بهِ الحيا
فأورى بقلب الصبِّ وَجْدًا على وجدِ
سقتني من كاس الأقاحِ مدامةً
منبذَةً من سكر الطلع والوردِ
وقد شنفت سمعي بنطقٍ كأنهُ
حديثُ ابن يني فاخر الجدِّ والجَدِّ
هلالٌ سيبقى كلَّ بدر قلامةً
وغصنٌ سيغدو دوحةً في رُبى المجدِ
وما ضرَّهُ سنٌ صغيرٌ فعقلهُ
كبيرٌ درى الدنيا كشيخٍ أخي جهدِ
لكَ الله من نجبٍ إلى العلم والحجى
سعى سعيَ ظمآن الفؤادِ إلى الورد
فأتحفتني مما فلحتَ ولم أكن
لأنسى الوفا باكورةً حسنت عندي
غلتْ وحلتْ كالدر والشهد قيمةً
وذوقًا فقد دلَّت على خالص الودِ
فديتك فرعًا قد ذكتْ ثمراتُه
ولا عجبٌ؛ فالأصلُ أزكى من الندِ
أُعيذكَ من كيدِ الحسودِ ولم تُبَلْ
فأنتَ سعيدٌ والحسودُ بلا سعدِ
فكنْ في اجتناءِ العلم والفضل كادحًا
مدى العمر كدحَ النحل في مجتنى الشهدِ
وقم واسْعَ واجهدْ واخدم الوطنَ
الذي لمثلك أضحى في افتقارٍ بلا حدِّ
وقال وقد بعث بها إلى صديقهِ الخواجة جبرائيل دلَّال
جوابًا عن رسالةٍ أتتهُ منهُ
محاجرُ صبٍّ سافحاتٌ سواهدُ
لهنَّ الغوادي والدراري شواهدُ
وقلبٌ رهينُ السير في سُبُل الولا
ولو حادتِ الجوزاءُ ما هو حائدُ
وروحٌ على البرحاءِ تُصلَى وعينُها
تراقبُ عينَ الشملِ والشمل راقدُ