صفحة:مرآة الحسناء.pdf/79

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٧٥
قافية الدال
لباناتُ نفسٍ في سماءِ صبابةٍ
سمونَ فكانت دونهنَّ الفراقدُ
أجاهدُ في نيل الأماني وقد عَلَتْ
كأَنيَ في نيل النجوم أجاهدُ
أحبَّة قلبي لو علمتم تشوُّقي
ووجدي عجبتم كيف أَنيَ واجدُ
أساءَ إليَّ الدهرُ وهو أبو الأسى
بإبعادكم ليتَ المسيءَ يساعدُ
وغادرني والعذر شنشنةٌ لهُ
أكابرُ أوصابَ الردى وأكابدُ
أُنادي الليالي وهي صمٌّ صوامتٌ
وأشكو إلي الأقدار وهي جلامدُ
تبوَّأتُ عرشَ الصبر ملكًا على الضنا
فثارتْ لإسقاطي خطوبٌ شواردُ
يعاندُني دهري بقبح فعالهِ
وإنِّيَ بالصبرِ الجميل أُعاندُ
وما المرءُ في دنياهُ غير سفينةٍ
على البحر تاهت والرياحُ تُطاردُ
حياة الفتى في الأرض غفوة نايمٍ
يمرُّ بها كالطيفِ حيٌّ وجامدُ
رويدكَ يا ابن الحلم حتامَ في الكرى
تضجُّ مع الأشباحِ، والكلُّ فاسدُ
إذا لم يكن نجمُ النهى لك قائدًا
ضللتَ ولو أن السهى لك قائدُ
سلاحُ الفتى في حرب دنياهُ صبرُهُ
على فتكها فالصبرُ سيفٌ وساعدُ
أنا لم أجد غيرَ الشجاعة في البلا
معينًا فكلٌ في البلاءِ مباعِدُ
عليلُ همومٍ لا دواءَ لعلتي
سوى همي فالطبُّ كالداءِ وافدُ
جفانيَ أحبابي وأهلي ومعشري
وما عاد لي منهم سوى الضرِّ عائدُ
وباعدني واحسرتاهُ أقاربي
وقاربني وافرحتاهُ الأباعدُ
وصرتُ غريبًا في دياري ومعهدي
ولم يبقَ لي بين الأنامِ معاهدُ