صفحة:مرآة الحسناء.pdf/80

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٧٦
قافية الدال
فما عاد يحلو لي سوى مرِّ شقوتي
فإن الشقا للمرءِ خلٌّ معاضدُ
وماذا من الإنسان يُرجى سوى الخنا
فتبَّت يدُ الإنسان؛ كم هو جاحدُ
فما عرفَ المعروفَ قطُّ ابنُ آدمٍ
وإن جاءَهُ يومًا فللفخر قاصدُ
ومن خُلُق الحوباءِ صنعُ الردى فإنْ
أبتهُ فذا فعلٌ من العجز واردُ
وساقيةٍ قالت لبحرٍ عرمرمٍ
أنا لم أَغَلْ فلكًا وما بي شدائدُ
متى هجعت أُسْدُ الشرى عن زئيرها
أو ارتجعت عن شرّهنَّ الأساودُ
طباعٌ على أخلاقها انطبعت فلا
يطبِّعُها إلَّا الزمانُ المعاندُ
وأفضلُ هذا الخلقِ من أَمَّ سَمِيَّهُ
فذلك عن شرِّ الورى متباعدُ
إذا قامَ بينَ الناس ربُّ فضيلةٍ
رَموهُ بسهم الذمِّ إذ ليسَ حامدُ
على أنَّ أعداءَ الفضيل ثلاثةٌ
غيورٌ بلا عقلٍ ونكسٌ وحاسدُ
أظنُّ بكلِّ الناس سوءًا فكلُّهم
بنو الطغي والعصيان والسفرُ شاهدُ
ولكنَّ سوءَ الظنِّ فيمن فعالُهُ
شهدنَ على آلائِه وهو شاردُ
فهل أنت يا دلَّالُ إلَّا أخٌ بهِ
ظنوني على فرش اليقين رواقدُ
وهل أنت لي إلَّا صدوقٌ مصادق
على البؤْس والنعمى موافٍ موافدُ
فليتَ بكَ الأيامَ يا نجبُ تقتدي
فأنت على جيشِ المكارم قائدُ
وما جاشَ منك الجأشُ إلَّا على الوفا
فنعم الجنانُ الشهمُ كم هو ماجدُ
أتتنيَ من أبكار فكرك كاعبٌ
لَكَعْبةِ معناها تخرُّ الخرائدُ
إذا ما تناءَت فالعيونُ سواجمٌ
وإِمَّا تدانت فالقلوبُ سواجدُ