صفحة:مرآة الحسناء.pdf/84

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٨٠
قافية الدال

أنا ذلك الصبُّ الذي بات هائمًا
بوادي الهوى يبكي، وليس البكا يجدِ
إذا كان دمعى لا يزالُ مسلسلًا
فشوقي دورٌ ما لهُ قطُّ من حدِّ
وكم قدأرقتُ الدمعَ من أعيني وكم
أرقتُ الدُّجى والسهدُ طبعُ أخي الوجدِ
أرى البدر كالسلطان في ساحة
الفضا مشى والدراري حولهُ سرْنَ كالجندِ
قضى اللهُ بالتفريق والبين بيننا
وليس لفعل اللهِ — يا صاحِ — من ردِّ
وعادةُ هذا الدَّهر ألَّا يكونَ ذا
ثبوتٍ وليس الدهر يُعزى إلى عهدِ
وهى جسدي ضاعَ احتمالي نأى الكرى
عفا جلدي ضاقَ احتيالي غوى رشدي
ألا يا مهاةَ البانِ، بان تجلدي
ببعدكِ واستعلى القسام على جلدي
متى يا سُلَيْمَي تنقضي مدةُ النوى
فما عاد لي صبرٌ على ذلك البعد؟ِ
إذا كنتُ قد أذنبتُ فالعذر واضح
وعن خِطْءِ ذنبي وعذري على عمدِ
أنا في سبيل الحبِّ ما زلتُ ساعيًا
وليس يفيدُ السعيُ شيئًا بلا سعدِ
أجاهدُ في نيل المطالب والمنى
ولم يُدرَك المطلوبُ قط بلا جهدِ
وما كلُّ ذي جهدٍ يفوزُ بجهدهِ
فليس عن الأمر المقدَّر من بُدِّ
ودائرةُ الأعمال مركزها الرجا
وسلسلةُ الآمال تُفْرَطُ في اللحدِ
ومن أحسن الأشياءِ نفسٌ أبيَّةٌ
تردُّ جوادَ الفكر عن ساحة الرفدِ
إذا وعد المفضالُ أصبح منجزًا
على أن نكث الوعدِ من شيم الوغدِ
مكايدُ هذا الدهرِ تُعزَى لأهلهِ
فكلٌّ على كلٍّ كلطمٍ على خدِ
وكلُّ امرئٍ ملقًى لكلِّ مصيبةٍ من
الشيخ في المثوى إلى الطفل في المهدِ