صفحة:مرآة الحسناء.pdf/87

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٨٣
قافية الدال

يا صبرُ مالكَ في فؤَادي راقدًا
نبِّهْ جفونك فالهوى لم يرقدِ
كم بتُّ في وادي الصبابةِ تائهًا
كمسافرٍ يُطغى بليلٍ أسودِ
أعدو ومن نار الخدودِ توقُّدي
يبدو ومن نور النهودِ تنهُّدي
متحمِّلًا ذلَّ الهوى وأنا الذي
قد كنتُ في ثوب المعزَّة مرتدي
ولكم نثرتُ على الترائب لؤلؤًا
من أعيني لكنَّهُ لم يُعقدِ
والحسنُ يجتذبُ القلوب إلى الهوى
بقوى اتفاق دمٍ ولا بقوى يدِ
يا قلبُ، ما لكَ خاضعًا متذللًا
وعلى التذلُّلِ أنت غيرُ مُعَوَّدِ؟
صبرًا على حكم القضاءِ فربمَّا
تبدي لك الأيامُ ما لم تعهدِ
وقال
ماست فأبقت حسرةً في العُودِ
وسرت فأزرى عَرفها بالعودِ
ورنت بكحلاءٍ فراعت مهجتي
أسيافُ غنجٍ فوقَ نار خدودِ
خودٌ تريك إذا تبدَّت وانثنت
مرأَى البدورِ وميلةَ الأملودِ
هيفاءُ إن لاحت وإن لفتت زَرَتْ
قمرَ السماءِ وجيدَ خَود البيدِ
تزهو بوردٍ أحمرٍ بخدودها
وتسودُ في بيض العيونِ السُّودِ
بحسام مقلتها وصعدةِ قدِّها
بَطَلُ الغرامِ أتى لسلب وجودي
حلَّت شموس الحسن دارة وجهها
الزاهي بعقرب صدغها المسعودِ
لما صفا ماءُ الجمالِ بخدِّها
ورأيتُ فيه بالغرامِ وقودي
قال العواذلُ لي أتسلو قلت لا
ورفعتُ خفضةَ أصبعِ التوحيدِ