صفحة:مرآة الحسناء.pdf/88

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٨٤
قافية الدال

لو ذقتَ خمر رضابها يا عاذلي
ما لمتَ سكر فؤَادي المفئودِ
لا غروَ أن يكُ ريقها مثل الطلى
فالقرط منها لاح كالعنقودِ
جاءَت لتنظرَ ما بقي من مهجتي
بعدَ البعادِ فقمت للتوسيدِ
وكسوتها ثوبَ العناقِ مطرَّزًا
بالحبِّ مزرورًا بلثم نهودِ
كم أودعتْ قلبي اشتياقًا قد دعا
عيني إلى الإطراق والتسهيدِ
أيدي النوى عصرت شمولَ الشوق من
كرمِ الهوى وسقت بكاسِ عنيدِ
كلٌّ بأحكام الزمان مقيدٌ
هيهات يحيَا المرء دون قيودِ
غلَّ الأسير كذا الأمير وإنما
ذا غلَّ في ذهب وذا بحديدِ
وقال
لي خلُّ إن جئتُهُ بكلامٍ
طيبٍ جاءني سفاها بضدِّ
يدَّعي الهزلَ حيثُ ليس مكانٌ
رُبَّ هزلٍ يحوى حقيقة جِدِّ
وقال
صرت صبًّا وكنت خلوَ الفؤَادِ
عدمُ الشيءِ أولٌ للمبادئ
حبُّ ريم الحمى بقلبي غدا مُتـْحدًا م
والكمالُ بالاتحادِ
ذو نفارٍ أطالَ بالهجر تعذيـ ـبي
ولم يرثِ للسقام البادي
ليتهُ يعلمُ الذي بي من العشـ ـق
فينحو بزورةٍ في الرقادِ
يا حبيب الفؤَادِ، رفقًا بصبٍّ
كاد يقضى بالصدِّ والإبعادِ
لم يَدَعْ لي جفاك غيرَ زفيرٍ
ودموعٍ تجري كصوب عهادِ