صفحة:مرآة الحسناء.pdf/91

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٨٧
قافية الدال

ما أعذب الحبَّ أيام الوصال وما
أمرَّهُ يومَ وقع الهجرِ والبُعُدِ
وما ألذَّ ليالي القربِ تجمعنا
جمعَ العناية بينَ الروح والجسدِ
لا أنسَ لا أنسَ ليلًا بتُّ فيهِ على
سلامة الوصلِ والواشي على حقَدِ
والشهبُ تعلو وتهوي وهي جاريةٌ
كأنها سُفُنٌ في لجةِ الجَلَدِ
أصبو إلى ربربٍ يُصمي حشايَ فما
بالُ المتيَّم يهنا وهو في نكدِ
سرُّ الهوى في ضمير القلب أغمض من
سر التصوُّر والتعليلُ لم يردِ
كلُّ الحوادث إن فتشت عن عللٍ
تأتي ولا علةٌ إلَّا من الصمدِ
وإن بدا حادثٌ لم ندرِ علَّتَهُ
نقول ذا صدفةٌ قولًا بلا سنَدِ
ذي كلمةٌ أعربت عن جهل قائلها
ولا يقومُ كمالُ العلم في أحدِ
هذا هو الحقُّ إلَّا أنَّ قاتلهُ
يروحُ ما بين عربيدٍ ومضطهدِ
والحقُّ منطبعٌ في طبع كلِّ فتًى
وما تعدَّاهُ إلَّا فاسدٌ وردي
كلُّ ابن أنثى أميرًا كان أو وبشًا
يسودُ بالحقِّ إذ بالبطل لم يسدِ
وحالةُ المرءِ في قدْم العصور ترى
أجلَّ منها بهذي الأعصر الجُدَدِ
أما ترى هيئةَ الإنسان مزقها
تَمدُّنٌ حار منهُ الوحش ذو اللبَدِ
سحقًا لها هيئةً قامت شرائعها
على المطامع والتهويشِ واللَّدَدِ
وقال
وصافيةٍ مشعشعةٍ
تمزِّقُ ظلمةَ الكمَدِ
شربناها مبرَّدةً
تلوح برونق البَردِ