صفحة:مرآة الحسناء.pdf/92

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٨٨
قافية الدال

فسارت في ضمائرنا
مسيرَ الشمس في الجَلَدِ
وقد حلَّت بأنفسنا
محلَّ النفس في الجَسَدِ
فيا بلورةً كسَرَت
صخورَ الحزن والكَمَدِ
بها يصفو بلا رئةٍ
دمٌ يحلو بلا كبدِ
ويا للراح من روحٍ
تُعيدُ الظبي كالأسدِ
وقال
ياركبُ رفقًا فوخدالعيس في كبدي
والزادُوالماءُ من عيني ومن جلدي
غَشِي صباحَ اللقا ليلُ الفراق وها
نجومُ دمعي بدت كثرًا بلا عددِ
سحبُ النوى حجبت أنوارَ طلعتكم
عنِّي فهبَّت رياحُ الغمِّ والكمدِ
وقفت أبكي ربوعًا بعدكم درست
آثارُها وغدت تعزى إلى جسدي
لما رحلتم وراح الصبرُ إثركُمُ
بكيتُ فابتسم الواشي وذو الحسدِ
ياحاسدُاخجل فهم في القلب قد سكنوا
بيتًا بلا سببٍ فيهِ ولا وتدِ
ترى أَيُسعدُني دهري فتنظرهم
عيناي ويحيَ إنَّ الدهر لم يجدِ
كم بات يسفكُ في تلك الطلول دمي
ذكر الأحبة حيث الصبرَ لم أجدِ
آهًا على ذلك العيش الذي طفحت
بهِ كؤُوس الهنا ولَّى ولم يعدِ
لا يعرفُ المرءُ يومًا قدر لذتهِ
بالعيش قبلَ وقوع البؤس والنكدِ
يا حاديَ الظعنِ هل سارت ظعينةُ مَن
قد ودَّعتني وداعَ الروح للجسدِ
تلك المهاةُ التي سلَّت لواحظها
سيوف غنجٍ بها صالت على الأسدِ
عسالةُ القدِّ يهدي ثغرها عسلًا
مريضةُ الجفن لا تشكو من الرمدِ