صفحة:مرآة الحسناء.pdf/93

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٨٩
قافية الدال


مدَّت فخاخَ الهوى من فرعها وبغت
صيدَ النهى وسواهُ قطُّ لم تصدِ
صدرٌ رخيمٌ لها، يا ليت فيهِ لنا
قلبًا رحيمًافيروى منهُ قلب صدي
تطيرُ نفسي شعاعًا كلَّما ذُكرت
ولاعجُ الشوق يُفني باللظى كبدي
لاأوحش الله قلبي من محبتها
يومًا على الحالتينِ القربِ والبعدِ
لما أتت لوداعي وهي عازمةٌ
على الرحيل وحادي الركب لم يحدِ
عانقتها وعيونُ الشمل باكيةٌ
وقد وضعنا لتوديعٍ يدًا بيدِ
فعطَّلتنيَ من عقدِ السرورِ كما
قلدتها دُرَّ دمعٍ كان كالزردِ
وقال تاريخًا ينقش دائر حجرةٍ في بيت أحد أنسبائهِ
طاب الصبوحُ فدع جوارَ المرقدِ
وانهض إلى الروض العذيب الموردِ
هلَّا رأيت الليلَ ولَّى هاربًا
والفجرَ جاءَ على جوادٍ أربدِ
ونضى بياضُ الصبح أبيض نورهِ
وفرى بهِ عنُق الظلامِ الأسودِ
فذرِ الهمومَ على الفراش وسرْ بنا
نحو الرياضِ نفزْ بعيشٍ أرغدِ
حيثُ الصَّبا سقتِ الرُبى خمر الندا
والورقُ أبدت نغمةَ الصوت الندي
والطلُّ لاح على الشقيق كأنَّهُ
عَرَقُ الحياءِ على خدود الخرَّدِ
والزهرُ بينَ مرصَّعٍ ومنضدِ
والنهرُ بينَ مدرعٍ ومزرَّد
والنورُ في تلك الخمائل قد حكى
دُرَرًا نثرنَ على بساطِ زبرجدِ
ثغرُ الأقاحِ هناك يبسمُ كلَّما
يبكي الغمامُ ومالهُ من منجدِ
لله من روضٍ أنيقٍ خلتُهُ
مغنًى يزانُ بكلِّ نقش جيدِ