صفحة:مرآة الحسناء.pdf/95

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٩١
قافية الدال

وقال
ويلاهُ من شغَفٍ لم يبقِ لي كبدا
ومن مصائبِ حبٍّ لم تدعْ جلدا
أبيتُ والطرفُ ساهٍ ساهرٌ غسقًا
كأَنهُ بالثريا والسهى عقدا
لا عادَ لي في الهوى عينٌ ولا أثرٌ
وجمرةُ الوجد تفني الروح والجسدا
ما كنتُ أصبو إلى مرأَى البدور دجى
لولا جمالُ مهاةٍ تقنصُ الأُسدا
هيفاءُ تنتهبُ الألبابَ قامتها
روحي لصعدةِ ذياك القوام فدى
بدت وماست فلا والله ما نظرت
عينايَ بدرًا بغصنٍ قبلها أحدا
لمَّا رأَت نوءَ نوحي جاد منهمرًا
تبسَّمت فأرتني البرقَ والبردا
فيها خواصُ البها والحسن لازمةً
أضحت وجوهرُ ذاك الثغر منفردًا
هل من سبيلٍ أيا عشاقُ يزلفني
إلى الوصالِ فمن يظفر بهِ سعدا
يا عاذلي، لا تلمني في محبتها
فالعذل يذهب في لذع الغرام سدا
أيسمعُ العذل يومًا أذن ذي شغفٍ
فؤَادُهُ في سعير الوجد قد وجدا؟
أستودع الله روحًا في الغرام لقد
ذابت فأرسلتها عن مدمعي سَدَدَا
فرضٌ على الروح مني أن تذوب هوًى
يومًا ودينٌ على الأحشاءِ أن تقدا
كفى المتيمَ فخرًا أنَهُ رجلٌ
لم يبقَ منهُ سوى جلدٍ حوى جلدا
بيضٌ لواحظها، سمرٌ معاطفها
سودٌ ذوائبها كم تلسع الكبدا!
إذا بدت تخجلُ الأقمارَ أو لفتت
تزري الظبا أو تثنت تفضح المُلُدا
رياضُ وردٍ بخدَّيها وحارسهُ
طرفٌ رمى بنبالٍ مَنْ يمدُّ يدا