صفحة:مرآة الحسناء.pdf/96

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٩٢
قافية الدال

وقال
يا من حوت كلَّ الجمالِ سعادُ
بالله هلَّا منكِ لي إسعادُ
قلبي وقلبك بالهوى ضدَّان إذ
هذا يذوبُ جوى وذاك جمادُ
بفتور جفنيك ارحمي صبًّا لقد
أضنى حشاهُ تحجبٌ وبعادُ
فإليكِ يا ذاتَ الملاحة لم يزلْ
قلبي بسلسلةِ الغرامِ يقادُ
حتامَ أصبرُ يا معذبتي على
هذا الصدودِ ففيهِ كدتُ أُبادُ
وإلى متى هذا النفارُ فليسَ لي
قلبٌ يطيقُ تصبرًا وفؤَادُ
فلأصبرَنَّ على الجفا ما دام لي
رمقٌ وكم للعاشقين جهادُ
رفقًا أيا أختَ الهلال بمغرمٍ
لهواكِ بين ضلوعهِ إيقادُ
فرحٌ وحزنٌ لي بحبكِ، فاعلمي
أن الهوى تجري بهِ الأضدادُ
كم بالدلالِ العذبِ جرت عليَّ يا
روحي وجورُكِ بالدلالِ يُرَادُ
أوعدتني بالقربِ بعدَ نوًى فها
حان الوفاءُ، وطال ذا الميعادُ
فكفاكِ يا من ترتعي بحشاشتي
هذا النفارُ المرُّ والإبعادُ
وإليكِ لا زالت تميلُ جوارحي
إذ أنتِ وحدكِ لي منًى ومُرَادُ
فإذا ذكرتِ تذوب شوقًا مهجتي
والقلبُ يخفقُ والهيام يزادُ
عطفًا عليَّ أيا معذبتي فقد
طالَ السقامُ، وملَّتِ العوَّادُ
بهواكِ إني قد ضللتُ ولم يعُدْ
لي بعد ذيَّاك الضلال رشادُ
أبدًا إلهُ الحسن أنتِ، وأعيني
لكِ والجوانحُ والفؤَادُ عبادُ