صفحة:مرآة الحسناء.pdf/97

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٩٣
قافية الدال

فقتِ البدورَ بذلك الوجه الذي
فتنَ العقولَ، فكم لهُ حسَّادُ
لكِ أعينٌ كحلت بأنوار الصبا
ترنو فيقدحُ في حشايَ زنادُ
وتمايلٌ فضح القنا وَتلفُّتٌ
أسر الظبا وبهِ الأسودُ تُسَادُ
بالحبِّ ذبتُ أسًى وقبلكِ لم أكن
ممَّن على ألم الهوى يعتادُ
ولغير حسنكِ لم أذلَّ فمن ترى
للحب غيرك مهجتي يقتادُ
إن كان جفنكِ قد سبى نومي فقد
أفنى التجلُّدَ خدُّكِ الوقادُ
قتلتْ عيونكِ بالهوى قلبي وقد
حزنت فمنهنَّ السوادُ حدادُ
ما بين جيدكِ والترائبِ قد جرى
ماءُ البها تحيا بهِ الورَّادُ
لك يا حبيبةُ في الحشا بيتٌ بهِ
رُفعت من الصبر الجميل عمادُ
يا قلبُ ويحكَ، كم تقاسي بالهوى
فسمِ التجلُّدَ فالهوى جلاَّدُ
ما أنتَ وحدك بالمحبة والعًا
من ذا الذي للحبِّ لا ينقادُ
قد لذَّ لي عيشُ الهوى أبدًا ومَنْ
لم يهوَ كان بطبعهِ إفسادُ
والمرءُ أطيب عمرهِ زمنُ الهوى
كلٌّ لهُ بالطيِّباتِ مُرَادُ
وقال إلى صاحبٍ لهُ
شكوى الفراق
بانت فبانَ تشوُّقي وسهادي
ونأت فحلَّت لوعةٌ بفؤَادي
غيداءُ مذ ظعنت على ركب النوى
تَخِذت لذاك الركب قلبي حادي
قد غادرت كبدي أليفَ لظًى وقد
تركت دموعي مثل صوب عهادِ