صفحة:مشهد الأحوال.pdf/6

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢
حال الكون

وجودٌ لا حد له ولا مدى، وبدءٌ ليس لهُ ابتدأ، يفوق طور العيان فلم يرهُ بشرٌ قط. ويسمو على إدراك الأذهان فلا يمثلهُ إلَّا ذاته فقط. حتى إذا ما لمح كمالاته الممجَّدة واستملح عنايته المؤبده. اوحى إلى الأبواب السرمدية فانفتحت. واوعز إلى غواميض الحركة فاتضحت. فاندفع الغبار الكونيُ من تلك المصارع الدهريه، وانتشر في هاتيك العرصات الابديه. وإذ تبلبل ببعضه تسلح بالتجاذب. وحمل حل النحارب. فانطبق كل على قرينه بالالتصاق طبق ايعاز الخلاق فتجمت العوالم الكرويه. شموسًا وكواكبًا دريه. وانطلقت ثانويات تلك الملاحم الكونيه.

احجيح شب من صراغ ذلك الحجم الغفير . فاحرق دقايق الاثير. حتى الجبس نور الاحتراق ، وإنار غسق الانطباق . فكانت الحرارة في الأكوان ، بظهور النور للعيان . وبلا إستكملت تلك البخاريات حمادا . بعد اتقادها أجيالاً وإمادا. نضجت نضوج الثمر في الكمام. وانشغل الفضاء بالاجرام . وهالك منها البعض . كعطارد والأرض. ·

ولما أصدرت الحرارة عنصر الضو اتمازجا فانبثقت منها كهرباء الجو. فهاك ثلاثة متوالده. فمن في ذاتٍ واحده فحصحصت الكائنات