صفحة:مشهد الأحوال.pdf/83

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٧٩

ولقد صبرتُ على تباريح الجوى
صبرًا تعجب منهُ كل متيم
فضعي يديك على ضنا صدري عسى
تدرين ما فعل الغرام بأعظمي
وإذا الغرام أماتني كمدًا فذا
حقٌّ قد استوفاه حسنكِ فاسلمي
ليت القضا يحتال أن يلقيكِ في
وادي الهوى لتري عذاب المغرم
فمن المحال على خليِّ القلب أن
يدري صبابات الشجى المكلم
أُذني عن العذال واللوام في
صممٍ وطرفي عن سواكِ غدا عمي
يا لايمي دعني فلا أسلو وهل
يصغي المحبُّ إلى الملام المظلمِ
عبثت أيادي الدهر بي فأذبنني
وأعادت العبراتُ مثل العندمِ
حتى كأن جميع أعضاي غدت
غدرِاََ لإفراز الهيام الأعظم
كم ليلةٍ قد بات طرفي ناثرًا
دُرر الدموع لدى دراري الديجم
أرعى مسير الشهب في كبد العلا
وأنا أنادي أيها الفجرُ اهجم
إذ ينجلي المريخُ كالدينار في
كف السما والمشتري كالدرهمِ
وكأنَّ جبار النجوم على الدجى
جبَّار قومٍ فوق صهوة أدهمِ
حيث المجرَّةُ نهرُ نور في السما
يسقي حديقة نرجس من أنجمِ
فإذا نظرت إلى السماء وجدتها
بنجومها مثل الطراز المعلمِ
فمناظر الأفلاك راقت كل ذي
سهر فما أشقى عيون النوَّمِ
فالسهدُ مثل الشهد للعشاق قد
يحلو وللخالينَ مثل العلقمِ
يا للهوى كم قد أرِقت دياجرا
بهوى غزال راح يغزو كالكمي
ظبيٌ إذا ما لاح صحت تشوُّقًا
يا مقلتي هذا نعيمك فاغنمي
يا أيها الرشاءُ الذي سلب النهى
مني وغادرني أليف تظلم