صفحة:مشهد الأحوال.pdf/93

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٩١

حسب الذباب افتخارًا أنها شبعت
من الفقاع وجاع النحل في العسل
قد كنت لي في مراح العز سارحةً
تمشين كالليث إعجابًا على مهل
والآن صِرت تجاه الذل مجفلةً
تسرين كالضب حيرى في يد الوجل
فسوف تلقين أهوال الأسى ندمًا
من حيث ألقى الأسى عن ناظريَّ جلي
قد كنتُ أندب حظي منك نضو جوى
وها أنا الآن في ضحكٍ وفي جذل
قد كان يلقاك طرفي مطرقًا خشعًا
والآن تلقين طرفي غير محتفل
واليوم تبكي عليك العاذلات كما
قد كنت أبكيك بين العذر والعذل
فلا برحت بأفواه الملا مثلًا
ومنك لا برحت نفسي على جفل
بشراك بشراك بالصيت الذي لك قد
بدا فقد سرتِ بين الناس كالمثل
واستبشري بوقوع الود عنك فذا
حملٌ عليك ثقيلٌ غير محتمل
لا تأسفي إن يكن منك الجمال مضى
فإن دولته من أقصر الدول
وهل مرادك إلا خدع ذي بله
فاستبضعي رقع التمويه واشتغلي
يا للزوال خدود الورد قد ذبلت
كذاك غارت عيون النرجس الخضل
وقد هوت كل أركان الشباب سوى
قلب توطد بالوسواس والخبل
تبادل الصبح والديجور لونهما
فابيضَّ هذا وذاك اسودَّ بالعجل
ولم يعد من مليء الجسم منك لنا
سوى جلود على عظم بلا عضل
فلا يغرنَّ قومي البارزات فما
هذه سوى خرق شُدَّت على قصل
ولا يغش فتى هذا الجمال على
ذاك الخنا فهو يحكي ألسن الشعل
وهكذا كل نبراس يضيء له
جوفٌ يضمُّ ظلامًا بالدخان ملي
تلك الخصال التي رنت قباحتها
والحسن قبحٌ على مستقبح الخصل