صفحة:مصطلح التاريخ (الطبعة الثالثة).pdf/110

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

نفى الأحوص فيما يزعمون إلى دهلك، والرواة يعلمون أن عمر لم يكن بالفاسق اليسير، وإذن فلينفَ مع الأحوص، قالوا: فلم يكن لعمر بن عبد العزيز حين ولي الخلافة من هم سوى الأحوص وابن أبي ربيعة وغريب أن ينفي مثل عمر إلى دهلك ولا تحفظ عنه أخبار أو أشعار في ذاك بينما يذكر لنا الرواة أن أهل دهلك يأثرون عن الأحوص الشعر وعن عراك بن مالك في الفقه1. وقد خلط الرواة بين الأحوص وعمر كثيراً ونسبوا لهذا بعض ما وقع لذلك2 فليس غريباً أن يجمعوا بينهما في المنفى. ولكن الأحوص أعيد من منفاه3 فما بقي لعمر إلا أن يموت شهيداً. ومن الممتع أن نعلم أن هناك من يزعم أن ابن حزم عامل الوليد بن عبد الملك على المدينة هو الذي نفى الأحوص إلى دهلك لا عمر بن عبد العزيز. بل هناك من يزعم أنه عامل سليمان. ورواية ثالثة تذهب إلى أن الأحوص نُفي إلى اليمن.

ولرب معترض يقول إن عمر بن عبد العزيز كان والياً على المدينة للوليد بن عبد الملك سنة سبع وثمانين فما الذي يمنع أن يكون وهو والٍ قد نفى عمر إلى دهلك؟ وهنا نجيب أن أحداً من الرواة لم يزعم هذا الزعم وأن أخبار موته الأخرى تناقضه كما سيجيء معنا.

وهناك رواية ثانية في موت عمر تذهب إلى أن عمر نظر في الطواف

  1. الأصبهاني ٤ - ٥٣
  2. الأصبهاني ٤ - ٧٣ و١٦ - ٩٢
  3. الأصبهاني: ٤ - ٤٩
- ١٠٠ -