ذات سنة إلى امرأةٍ شريفةٍ من أحسن خلق الله وجهاً فذهب عقله عليها وكلمها فلم تجبه فقال فيها
فبلغها شعره فجزعت منه، فقيل لها: اذكريه لزوجك فإنه سينكر عليه قوله، فقالت: كلا والله لا أشكوه إلا إلى الله، ثم قالت: اللهم إن كان نوه باسمي ظالماً فاجعله طعاماً للريح، فضرب الدهر من ضربه، ثم إنه غدا يوماً على فرسٍ فهبت ريح فنزل فاستتر بسلمةٍ فعصفت الريح فخدشه غصن منها فدمي وورم به ومات من ذلك1. وقد قبل هذه الرواية فيما يظهر أبو الفرج الأصبهاني واكتفى بها ودونها في آخر أخباره عن حياة عمر ونقلها عنه البغدادي صاحب خزانة الأدب مثل ما نقل عن ابن قتيبة الرواية الأولى دون أن يؤثر واحدةً على الأخرى2. ولعل صاحب هذه الرواية لم يكن مشفقاً على عمر بل أراد أن ينتقم الله من عمر لهؤلاء النساء الشريفات اللواتي كان يشبب بهن فأماته بدعاء واحدة منهن. ولو شئت أن أعدد للقارئ أخبار من مات من العرب