صفحة:مصطلح التاريخ (الطبعة الثالثة).pdf/117

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

أيضاً عاملاً على تبالة فليس بعيداً أن يكون عمر قد قضى آخر حياته في بلد أمه وأخواله أو عند ابنه. وليس غريباً أن يكون أخوه الحارث معه كما تشير رواية مرضه، ولنذكر أن المصادر التي بين أيدينا لا تذكر شيئاً عن الحارث بعد زوال سلطة آل الزبير فلعله قد انقطع عن السياسة أو أُقصي عنها آثر أن يعيش بعيداً عن الحجاز في آخر حياته، أو لعل أخاه عمر قد بعث وراءه في مرضه الأخير ليكون عنده.

ولعمر ثلاثة أبيات شعر تقع في آخر بعض نسخ الديوان الخطية وفي آخر طبعة أوربة ربما كان وقوعها هنا إشارة إلى أنها آخر شعر قاله وفيها يُشير إلى مرضه بعيداً عن «أجياد» منازل قومه في مكة يشكو فيها قلة عوّاده:

سقى سدرتي أجياد فالدومة التي
إلى الدار صوب الساكب المتهلل
فلو كنت بالدار التي مهبط الصفا
سلمت إذا ما غاب عني معللي
هنالك لو أني مرضت فعادني
كرام ومن لا يأت منهن يرسل

والخلاصة: أن الروايات متعددة ومتضاربة، والخطأ في بعضها ظاهر، وأصحابها بعيدو العهد بعمر، فإن الجاحظ وهو أقدمهم بدأ حياته الأدبية بعد موت عمر بنحو ثمانين سنة ولم يعن بدرس حياة عمر بل ذكر خبر موته عرضاً، وقد كان هو وابن قتيبة قليلي التدقيق في هذا الأمر. أما البلاذري فقد تفرد بذكر موت عمر بالشام ولم يسند روايته أحد، وأما الأصبهاني فبالرغم من أنه كتب أخباره مسندةً إلى رواتها فإنه قد تأخر أكثر من مئتي سنة عن عمر ويصعب علينا الآن

- ١٠٧ -