صفحة:مصطلح التاريخ (الطبعة الثالثة).pdf/126

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

وليس في وسعنا قبل الانتهاء من هذا الموضوع إلا أن نلفت النظر إلى ما يلي:

١) أنه لا يستغني في تنظيم الحقائق المفردة بموجب مضمونها عن اتباع التسلسل الزمني وذلك لإظهار تطور الحقائق التي ندرس. كما وأنه لا يستغني عن الالتفات إلى مثل هذه المواضيع التي وردت في الجدول في أعلاه إذا ما أراد المؤرخ أن ينظم حقائقه المفردة على أساس القصة.

٢) إن اتباع الأسلوب القصصي في التأريخ يتطلب شيئاً أكثر من ترتيب الحقائق المفردة بموجب زمن وقوعها. ولو اكتفينا بذلك وحده لأصبح التاريخ مجرد ضم الحقائق بعضها إلى بعض. فلا بد للمؤرخ في مثل هذه الظروف من النظر في الأسباب والمسببات وإظهار العلاقات المنطقية التي تربط حقائق الماضي بما قبلها وما بعدها. وذلك لأجل تبيان التطور في التاريخ.

٣) إن للظروف أحكاماً والمؤرخ مربوط بقرائه. فقد يؤثر القصة في مخاطبة الجمهور. وقد ينظم حقائقه على أساس مضمونها إذا هو خاطب طبقة معينة من طبقات القراء. وقد يرى في ترتيب حقائقه على أساس جغرافي ما يضمن له نجاحاً باهراً في بعض الظروف.

٤) على أنه لا بد من التصريح بأفضلية الأسلوب القصصي في غالب الأحيان. وذلك لأن وقائع الماضي حدثت على هذا الشكل. فإذا ما حاول المؤرخ أن يرويها كما وقعت فإنه يكون أقربَ للحقيقة، والتاريخ علم من هذه الناحية وكعلم يتطلب الحقيقة كما هي لا كما نريدها أن تكون.

- ١١٦ -