صفحة:مصطلح التاريخ (الطبعة الثالثة).pdf/130

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

في حلب بعد معركة مرج دابق. وما دار بينهما في القاهرة بشأن ابن العداس وبشأن زوجة السلطان طومان باي وبشأن القاضي شمس الدين وحيش. وتراه يصف خروج الخليفة من مصر وذهابه إلى القسطنطينية ووصوله إليها وسكناه فيها، ويدوّن الأدعية التي تليت في مصر بعد فتحها. تقرأ كل هذا ولا تجد شيئاً في تخلي المتوكل على الله عن الخلافة. ثم طلبنا مخطوطة ابن زينل الرمَّال في السلطان سليم والجراكسة، وكتاب النجوم الزاهرة في ولاة مصر والقاهرة لبدر الدين المنهاجي، فلم نجد فيهما ذكراً لهذا التخلي.

وبعد أن فرغنا من مطالعة الأصول العربية رجعنا إلى روايات الأتراك أنفسهم، وقرأنا مجموعة فريدون، واطلعنا على كتاب السلطان سليم نفسه إلى ابنه سليمان بتاريخ كانون الثاني سنة ١٥١٧، وكتب شاه شروان الشيخ إبراهيم، ومظفر شاه الثاني، وكلاهما معاصر لهذه الحوادث، فلم نجد ما يؤيد التخلي. ومما هو جدير بالذكر، أن أحمد فريدون بك يذكر ستة عشر لقباً للسلطان مراد الثالث، ولكنه لا يذكر بينها إمارة المؤمنين. ولم نرَ في نقوش السلطان سليم وابنه سليمان، في بيروت والقدس والقاهرة، ولا في النقود التي صكت في عهدهما، ما يثبت التخلي عن الخلافة.

وبعد أن أتممنا جميع ما تقدم، كتبنا إلى صديقنا المرحوم أحمد زكي باشا نستشيره في الأمر. فأصدر، رحمه الله، حكماً مبرماً نفى فيه أمر التخلِّي بناءً على سكوت المصادر. أما نحن فإننا ترددنا في الأمر كثيراً

- ١٢٠ -