صفحة:مصطلح التاريخ (الطبعة الثالثة).pdf/138

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

أعداد أيامهم بحروف الغبار كما فعله ابن رشيق في ميزان العمل ومن اقتفى هذا الأثر من الهمل وليس يعتبر لهؤلاء مقال ولا يعد لهم ثبوت ولا انتقال لما أذهبوا من الفوائد وأخلوا بالمذاهب المعروفة للمؤرخين «والعوائد».

وهكذا فإنه يُفترض في التعليل والتوضيح ما يأتي:

١) إن التاريخ يشمل جميع أخبار الماضي على أنواعها وفروعها. وإنه لا بد من الالتفاف إلى الحياة الماضية من جميع نواحيها كي نحسن الإيضاح والتعليل.
٢) وجوب التضلع من الفلسفة والعلوم الاجتماعية والجغرافية للاستبصار بنورها والتذرع بوسائلها واستنتاجاتها في فهم الماضي وإيضاحه. فلا بد للمؤرخ من فهم العقل البشري فهمًا وافياً كافياً وعليه أن يتعرف إلى المحيط الذي عاش أو يعيش فيه الإنسان من وجهتيه الجغرافية والمادية.

ويجدر بالمؤرخ بعد هذا القدر من الاستعداد أي بعد أن يكون قد درس الفلسفة على رجالها وتمكَّن من العلوم الاجتماعية على أنواعها ومنها علم النفس يجدر به أن ينسج على منوال علماء الطبيعة مرة أخرى، فيتذرع بطريقتهم في فهم ما يجهلون، ويبدأ عمله بفرض يفترضه. ثم يمتحن هذا الفرض على ضوء الحقائق بين يديه. فإن أحسن التعليل وتناصرت حقائق الماضي على تأييد فرضه اطمأن عقله وأعلن رأيه. وإلا تراجع وافترض فرضاً آخر وهلم جراً.

هذه هي طريقة علماء الطبيعة في البحث عن النواميس وما شاكلها

- ١٢٨ -