صفحة:مصطلح التاريخ (الطبعة الثالثة).pdf/16

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
البَـابُ الــثَّــاني


العُلُومُ المُوصِلَة


لا بد للمؤرخ العصري المدقق من ولوج باب آخر كي يتمكن من الوصول إلى الحقيقة. عليه أن يقلِّب ما قمش وينعم النظر فيه ليرى إذا كان بإمكانه أن يدرك كنهه فيستعمله في تشييد ما يبنى من صروح التأريخ وإذا فعل سرعان ما يشعر بحاجته إلى ما نريد أن نسميه بالعربية العلوم الموصلة. والاستعارة في هذه التسمية من علم التفسير. فقد أجمع المفسرون على وجوب التمكن من العلوم الموصلة إلى علم التفسير قبل الشروع في فهم القرآن الكريم، وبيان معانيه، واستخراج حكمه وأحكامه. والعلوم الموصلة في عرف المفسرين إلى علم التفسير هي علم اللغة وعلم النحو وعلم التصريف وعلم المعاني وعلم البيان وعلم البديع وعلم القراآت وأسباب النزول وأحكام الناسخ والمنسوخ وأخبار أهل الكتاب وعلم أصول الفقه وعلم الجدل.

وقد وجدنا باختبارنا عندما خطونا خطوة التقميش في تاريخ العرب في النصف الأول من القرن التاسع عشر أن الأصول لهذه الحقبة من

- ٦ -