صفحة:مصطلح التاريخ (الطبعة الثالثة).pdf/25

تم التّحقّق من هذه الصفحة.

من يود التأكُّد من هذا الأمر أن يتيقنه بالمكروسكوب أولاً ثم إن أراد بواسطة التحليل في المختبر. ولدى التدقيق بالمكرسكوب والنظر في الأثر الذي تركه القلم في خط هذه الوثيقة وجدنا أنها كتبت بقلم قصبي مما يتفق مع عادات الكتاب والنساخ في دواوين ذلك الزمن. وقل الأمر نفسه عن الخط فإنه من النوع الذي شاع في دواوين الحكومة المصرية ومجالسها، الخط في عهد محمد علي باشا وابنه إبراهيم.

وليس في عنوان هذه الرسالة «افتخار الأماجد الكرام ذوي الاحترام أخينا السيد أحمد إلخ» أو في خاتمها «لكي بوصوله تبادروا لإجراء العمل بمقتضاها المنيف يكون معلومكم» نقول ليس في عنوان هذه الرسالة أو في خاتمها من حيث المفردات المستعملة أو الأسلوب ما يوجب الشك في أصليتها.

هذا وفي الانتقال فجأةً من العنوان إلى الغرض المقصود «إنه ورد لنا أمر سامي إلخ» وغض النظر عن التحية التي كانت ترد في غالب الأحيان بعد العنوان وقبل عرض الغرض المقصود كقول عبد الله باشا مثلاً حينما خاطب متسلم بيروت وأعيانها سنة ١٢٤١هـ «بعد التحية والتسليم بمراسم الإعزاز والتكريم المنهي إليكم إلخ» نقول إنه في الانتقال فجأة من العنوان إلى الغرض المقصود وفي إهمال التحية دليل آخر على صحة هذه الرسالة وعدم تزويرها. فإن الولاة والحُكام في الأقطار الشامية قبل إبراهيم باشا ومحمد شريف باشا وبعدهما كانوا شديدي التمسك بالتحية

- ١٥ -