صفحة:مصطلح التاريخ (الطبعة الثالثة).pdf/26

تم التّحقّق من هذه الصفحة.

المشار إليها أعلاه في مراسلاتهم الرسمية مع متسلمي المدن وغيرهم من موظفي الحكومة.

ونرى بعد هذا كله في جهل كاتب هذه الرسالة لقواعد اللغة العربية دليلاً آخر نستأنس به على صحتها وأصالتها فكتَّاب الدواوين في النصف الأول من القرن الماضي في مصر والشام والعراق كانوا يجهلون قواعد لغتهم ويكثرون في بعض الأحيان من استعمال المفردات الأعجمية عند مساس الحاجة إليها. ولا يستثنى من ذلك إلا ديوان حاكم لبنان الأمير بشير الشهير. وهي لعمري حقيقة ناصعة تبدو للباحث حالما يرجع إلى المخابرات الرسمية المحلية في ذلك العهد ويبدأ بتفحصها واستشفافها. وطريقة تاريخ هذه الوثيقة، هي الطريقة المتبعة في جميع أوراق الحكومة المصرية، في ذلك العصر كما أبنا ذلك بالتفصيل في مقدمتنا للأصول العربية في تاريخ سورية في عهد محمد علي باشا. وكذلك الإشارة إلى الجرنال والعدد فإنها موجودة في قسم كبير من أوراق الحكومة المصرية التي صدرت في سنة ١٢٥٦هـ.

وهنالك طائفة من الأدلة يتذرع بها المؤرخ أحياناً بإمكاننا أن نقول فيها إنها ظاهرية وباطنية في آنٍ واحد. فمن هو محمد شريف باشا الذي صدرت عنه هذه الوثيقة؟ ومن هو أحمد آغا دزدار الذي وُجهت إليه؟ وهل كان الأول حاكماً عاماً يصدر مثل هذه الأوامر والثاني متسلماً على القدس يتلقى أوامره من الأول؟ وهل قاما بأعباء وظيفتيهما في شهر

- ١٦ -