صفحة:مصطلح التاريخ (الطبعة الثالثة).pdf/40

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

كانون الثاني المنصرم (١٩٢٧) ترغبون إليّ أن أفيدكم عن المرحوم القس أنطون الحلبي المدبر الأنطوني، فيما إذا كان يدون أخبار أيامه، أو أنه كتب رسالة في تاريخ الأمير الشهابي الكبير أو إبراهيم باشا المصري في حروب سورية، فأجيب أن القس أنطون المذكور عاش في أيام الأمير بشير الكبير، وكان مستشاراً في ديوانه. وقد كتب عن أحكام الأمير، وعن حروبه وحروب إبراهيم باشا في سورية. ولسوء الحظ أن تاريخه الخطي قد حرق في دير مار أنطونيوس بعبدا، في الحوادث التي جرت سنة ١٨٤٥ بين النصارى والدروز. فكونوا على ثقة مما بيدكم من كتاباته؛ لأنه كان في عصره من الممتازين الذين يركن إلى قولهم. وأنا في حال ترهيبي كان المرحوم القس أنطون، المحدث عنه، مرشدي. رحمه الله رحمة واسعة. عن دير مار شعيا الموارنة في ٣ شباط سنة ١٩٢٧»

أفلا يصح لنا، بعد هذا كله، أن نقول إن القس أنطون الحلبي، هو في الأرجح مؤلف هذه المخطوطة وكاتبها، وأن النسخة الموجودة أمامنا الآن هي المسودة، بدليل ما نجده فيها من الضرب والتصحيح والزيادات على الهوامش؟

ويستدل من نوع ورق هذه المخطوطة، وهو صكوكي قديم معتدل في السماكة، ومن ضبط الحوادث المروية فيها، وزيادة تدقيق المؤلف في تعيين هذه الحوادث وترتيبها في يومياتها، أنها في الأرجح كانت تدون في زمن وقوعها. لأنه ليس من المحتمل أن يذكرها كاتبها، بتمامها وضبطها، بعد وقوعها بزمن بعيد، وفي بعض عبارات المؤلف

- ٣٠ -