صفحة:مصطلح التاريخ (الطبعة الثالثة).pdf/41

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

واصطلاحاته، دليل آخر على تدوين حوادث هذه المخطوطة، في زمن وقوعها. فإنه قال في أثناء كلامه عن حوادث ١٩ تموز سنة ١٨٤٠ ما نصه بالحرف: «بتاريخه شاع خبر أن في الليل الماضي أهل المتن المجتمعين مع الأمراء في وادي الشياطين تحت بسكنتا، قاموا وكبسوا الوزر الذين في حمانا» وجاء أيضاً في أخبار ١٢ تشرين الأول ما نصه: «ووصل الوزير لنهر الصفا، وتواجه مع حنا بحري، وأفهمه أن الأمير قام لجزين، … غضب ورجع إلى الصفا. وهذا النهار قام إلى مكسة». وجاء في الصفحة ١٠٨ من الكراس الثاني ما يأتي: «وقيل إنه سيتوجه إلى رومية … إلخ». فتأمل.

بإمكان المؤرخ المدقق إذاً أن يستعين بمضمون أصل من الأصول للتعرف إلى شخصية مؤلفه، وإلى المكان الذي ألف فيه وزمن التأليف. وبإمكانه أيضاً أن يتذرع بأخبار غيره من المعاصرين للتأكد مما تقدَّم أو لزيادة التعيين والتحديد. وعليه أيضاً أن يستنير بالعلوم الموصلة لعله يفلح. ولا فائدة هنا من إعادة الكلام في العلوم الموصلة وكيفية استخدامها توصلاً إلى هذه الغاية، وقد سبق الكلام فيها فليراجع في محله.

وقد تخفق آمال المؤرخ في تعيين شخص المؤلف المجهول وتحديد الزمن الذي كتب فيه والمكان الذي عاش فيه وعندئذٍ عليه أن يقنع بما قسم له ويرضى بشخصية المؤلف وإن خفيت عليه معرفة اسمه. وإذا استحال عليه تحديد الزمن بالضبط فعليه أن يضع لزمن وقوع الحوادث حداً أقصى وحداً أدنى كيما يحصره أو يحصرها بينهما، أي إنه يجب عليه

- ٣١ -