صفحة:مصطلح التاريخ (الطبعة الثالثة).pdf/59

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
البَـابُ الخَامِــسُ


تفسـيـرُ النـصِّ


وبانتهاء المؤرخ من نقد الأصول، على الوجه الذي تقدم شرحه في الباب الثالث من هذا الكتاب، ينتهي النقد الخارجي. وينتقل المؤرخ من ظاهر النص ومجرد اللفظ إلى باطن الكلام وفهم المعنى فيشرع في النقد الداخلي. والنقد الداخلي في مصطلح التاريخ على نوعين نقد داخلي إيجابي ونقد داخلي سلبي. فالإيجابي يفسر النص ويُظهر معناه. والسلبي يكشف الستار عن مآرب المؤلف وأهوائه ودرجة تدقيقه في الرواية.

وتفسير النص، وهو موضوع هذا الباب، يكون على وجهين: أولهما تفسير ظاهر النص، وثانيهما إدراك غرض المؤلف. فعلى المؤرخ المدقق المنقب، حيث يحاول تفسير ظاهر النص، أن يلم أولاً بلغة الأصل الذي يدرس. وعليه أن يجيد فهم هذه اللغة كما عُرفت واستعملت في العصر الذي عاش فيه راوي الرواية. فمعاني المفردات تتطور وتتغير أحياناً مع تطور الظروف وتغير الأحوال وكفانا دليلاً على ذلك بعض

(م ٤
- ٤٩ -