صفحة:مصطلح التاريخ (الطبعة الثالثة).pdf/6

تم التّحقّق من هذه الصفحة.

التاريخية اليونانية في موضوع الاقتصاد السياسي في أثينة (١٨١٧). وقام برتولد نيبور الألماني (١٧٧٦–١٨٣١) وهو ابن الرحالة كارستن نيبور صاحب المجلدات الثلاثة في وصف الجزيرة العربية نقول قام برتولد نيبور يغربل المراجع الرومانية بغربال وولف فوضع كتابه تاريخ الرومان ونهج به نهجاً علمياً جديداً فلم يبق من أقاصيص الرومان وأساطيرهم سوى راسب يسير من الحقيقة«فأحيا التاريخ الروماني وبوّأه مكانة علم مستقل».

وآمن بالنقد الجديد رهط من علماء الألمان في القرن التاسع عشر جعلوا من ألمانية معلمة أساتذة للعالم بأسره في فن التاريخ الحديث. وزعيم هؤلاء دون منازع هو ليوبولد فون رانكي (١٧٩٥–١٨٨٦) الذي ولد في فيهي وتوفي في برلين. وقد كان مثال النزاهة والعدالة رائده الحقيقة العارية دون أي التواء. ودأب كثيراً وطرق مواضيع شتى فصنَّف في تاريخ إيطالية وتركية والصرب وإنكلترة وفرنسة والكنيسة وفي الثمانين من العمر بدأ تاريخه العام فأتمَّ منه سبعة مجلدات. وعندما تُوفي في الحادية والتسعين من العمر هب جماعة من تلاميذه الأوفياء فأكملوا هذا التاريخ. وتسلم شعلة نيبور ألماني آخر تيودور مومسن (١٨١٧–١٩٠٣) فوضع تاريخاً عاماً لرومة وآخر لولاياتها لا يزالان مرجعين هامين لكل من يعني بالتاريخ الكلاسيكي حتى يومنا هذا.

وساهم المؤرخون الإفرنسيون مساهمة قيمة في نقد المراجع الأولية بعملهم العظيم في مدرسة الوثائق التاريخية التي أسسوها في سنة ١٨٢١ فعنوا عناية فائقة بنقد وثائق العصور الوسطى ووضعوا القواعد الأساسية لعدد من العلوم الموصلة لعلم التاريخ كعلم الديبلوماسية وعلم السفراجيستيك وفن الباليوغرافية وغير ذلك مما لا بد لمؤرخ العصور الوسطى من التذرع به لفهم مراجعه الأولية ونقدها نقداً علمياً ثابتاً. ومن أشهر تلامذة هذه المدرسة بنيامين غيوار وغبريال مونو، وفوستيل ده كولانج.

- د -