وما إلى ذلك. قال ابن عبد ربه في عقده في باب الكناية والتعريض1:
«وقد كنى الله تعالى في كتابه عن الجماع بالملامسة وعن الحدث بالغائط … وقال تعالى: ﴿وَٱضْمُمْ يَدَكَ إِلَىٰ جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَآءَ مِنْ غَيْرِ سُوٓءٍ﴾ فكنى عن البرص. ودخل الربيع بن زياد على النعمان بن المنذر، وبه وضحٌ فقال ما هذا البياض بك فقال سيف الله جلاه. ودخل حارثة بن بدر على زياد وفي وجهه أثر فقال له زياد ما هذا الأثر الذي في وجهك قال ركبت فرسي الأشقر فجمح بي فقال أما أنك لو ركبت الأشهب لما فعل ذلك. فكنى حارثة بالأشقر عن النبيذ وكنى زياد بالأشهب عن اللبن. وقال معاوية للأحنف بن قيس أخبرني عن قول الشاعر:
ما هذا الشيء الملفف في البجاد؟ قال الأحنف السخينة يا أمير المؤمنين. قال معاوية: واحدة بأخرى والبادي أظلم. والسخينة طعام كانت تعمله قريش من دقيق وهو الحريرة فكانت تسبّ به».
وهل ننسى ونحن نتكلم عن الكناية قول عمر بن أبي ربيعة:
- ↑ طبعة بولاق، سنة ١٢٩٣، ص ٢٨٨–٢٩٠