صفحة:مصطلح التاريخ (الطبعة الثالثة).pdf/69

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
البَـابُ الـسَّـادسُ


العَدَالةُ وَالضَّبط1


وهنالك نقد داخلي سلبي، يكشف الستار عن مآرب المؤلف وأهوائه ودرجة تدقيقه في الرواية، فيظهر لنا مقدار ما عنده من العدالة والضبط أو ما ينقصه منهما. والمؤرخ العربي في أشد الحاجة إلى مثل هذا النوع من النقد. ولا سيما وأنه لا يزال في العالم العربي من يقول قول فنلون2 الإفرنسي ويحذو حذوه:

فما كتب التاريخ في كل ما روت
لقرائها إلا حديث ملفق
نظرنا لأمر الحاضرين فرابنا
فكيف بأمر الغابرين نصدق

على ما عرف من جمهور علماء الحديث وعلى ما أنتجه قرائح رجال


  1. عدل يعدل عدالة ضد جار. ورجل عدل أي عادل ورضى ومقنع في الشهادة. وهو في الأصل مصدر وبهذا الاعتبار لا يثنى ولا يجمع. يقال رجل أو امرأة عدل ورجلان أو مرأتان عدل ورجال أو نساء عدل. ويجوز أن يطابق. وضبطه يضبطه ضبطاً حفظه حفظاً بليغاً وقهره وقوي عليه والحكمة وأتقن عمله.
  2. François Fenelon ١٦٥١ - ١٧١٥
- ٥٩ -