صفحة:مصطلح التاريخ (الطبعة الثالثة).pdf/76

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

ويتمكن بها أحياناً كثيرة من اكتشاف أهواء الراوي وأغراضه.

بيد أنه لا بد من الإشارة بهذه المناسبة إلى طريقة السؤال والجواب في نقل بعض المعلومات التاريخية. فقد يستدعي شكل السؤال شكلاً خصوصياً للجواب مما يؤدي أحياناً إلى الضلال والتضليل. ولا سيما وإن السائل في بعض الأحيان يجهل ما يسأل عنه فيبتعد كل البعد عن الحقيقة التي ينشد.
٢) هل تمتع الراوي بجميع شروط المشاهدة العلمية؟ وهي ما يلي: أولاً أن يكون الراوي في مكان يتمكن فيه من مشاهدة الحوادث مشاهدة صحيحة. وثانياً أن يكون الراوي في أثناء المشاهدات بعيداً عن الغرض. وثالثاً أن يدون ما شاهده في أثناء وقوع الحوادث المروية. ورابعاً أن يوضح بجلاء تام طريقته في المشاهدة والتدوين. فقد يشاهد الراوي ما يروي ولكنه يكون في مكان أو ظرف لم يتمكن فيه من التدقيق في النظر والسمع وقد يشاهد ما يروي وينقصه الاستعداد الفني لفهمه. وقد يشاهد أيضاً ولكنه يتأخَّر في التدوين فتخونه الذاكرة وتؤثر عليه ظروف مستجدة فلا ينقل إلينا الخبر اليقين. وإذاً «فالذكريات» التي لا تدوّن عادة إلا بعد مرور الزمن، هي في عرفنا من أضعف الروايات.
٣) وهناك حقائق كان بإمكان الراوي أن يشاهدها ويفهمها لو كلف نفسه مؤونة البحث عنها. فقد يروي لنا تفاصيل لم يشاهدها. ولكنه تكاسلاً أو إهمالًا منه تخيلها أو استنتجها دون أن يتحققها بنفسه. ومثال ذلك يروي أحياناً عن تفاصيل حفلة دعي إليها الراوي ولكنه لسبب ما لم
- ٦٦ -