صفحة:مصطلح التاريخ (الطبعة الثالثة).pdf/91

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
البَـابُ الــسَّــابع


إثبات الحقائق المُفردة


لقد جمعنا كل الأصول وتذرعنا بالعلوم الموصلة إلى فهمها ونقدناها. فتثبتنا من صحتها وعينا تاريخها ومكان تدوينها. ثم تحرَّينا نصوصها وتوصلنا إلى فهم ظاهرها وباطنها. ودققنا في أخبار رواتها للتعرف إلى أحوالهم فتوصلنا إلى تقرير عدالتهم وضبطهم. فهل يجوز لنا بعد هذا القدر من النقد والغربلة أن نقبل ما تبقى لدينا من الروايات فنؤلف منه التاريخ الذي نكتب؟ أم يجب علينا أن نتابع البحث ونعيد الغربلة قبل الشروع في التأليف؟

نقول إن ما تذرعنا به من وسائل النقد والغربلة لم يثبت لنا الحقائق التاريخية ولكنه مكننا من المفاضلة بين الرواة وتعيين درجاتهم على الشكل التالي: راوٍ لا تقبل روايته وآخر ضعيف الرواية مجهول المكانة وثالث وهو أولاهم في انتباهنا لسماع روايته ولكنه على هذا يظل موضوعاً للنظر والاختبار. وإذاً فالنقد الذي تذرعنا به لم يوصلنا إلى نتيجة إيجابية يمكننا الاعتماد عليها للتأكد من حقيقة الماضي؛ ولم يقطع لنا في

(م٦
- ٨١ -