صفحة:معاوية بن أبي سفيان.pdf/45

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
معاوية بن أبي سفيان

المهاجرين بتلك الدعوة قبل أن يتفقا على شيء في أمر الدولة، ولم يكن سلطان عمرو هو الذي أحتمی به الأخطل حين اجترأ على هجاء الأنصار، فقال: ده ريش بالمكارم لها واللؤم تحت عمائم الأنصار فإنما اجترأ الشاعر هذه الجرأة بما علم من رضا الخليفة وأمانه أن يصيبه مكروه من جراء ذلك الهجاء ولم تقف خطة التفرقة عند هذه التفرقة بين مكة والمدينة؛ لأنه عمد إلى أهل مكة والطائف في بقعة واحدة، ففرق بينهما حين آثر الثقفيين - وهم أهل الطائف . بزلقاه، وس لمن بعده سة هذا الإيثار، فكان من رجال بين أمية المغيرة وزياد والحجاج ومحمد بن القاسم، ورهط من الأقربين والصنائع، ۲۲ وكانت الطائف على عهد معاوية وخلفائه كالحرس على أهل مكة ممن بقي فيها غير الأمويين السفيانيين، وقد أوقع بين هؤلاء الأمويين كما تقدم؛ فقسمهم بين بني حرب وبني العاص، وقسم بني العاص بين بيت سعيد وبيت مروان. ومن خطط التفرقة التي حسنت لديه في حينها، وساءت عقباها بعد حين، وبعد كل حين؛ ذلك النزاع المشئوم بين اليمانية والمضرية، أو بين الكلبيين والقيسيين على اختلاف النسب والعناوين، وقد خبط ۲۲ الأكثرون من مؤرخي العصر في تعليله بمختلف العلل، إلا العلة المقصودة التي دبرت في ذلك العصر أسوأ تدبير، ولعل المدبرين كانوا يحسبونه يومئذ أحسن تدبير فالعصبية في القبائل العربية خليقة لا تهمل في حساب المنازعات والمناظرات في زمن من الأزمان، ولكنه من السخف أن يقال إن العصبية كانت علة انتصار اليمانية البني أمية على بني هاشم، وإن اعتزاز الهاشميين بالنبوة هو الذي القبائل من غير المصريين، الذين ينتمي إليهم بيت النبوة من بني هاشم فقد كان بنو هاشم وبنو أمية جميعا من قريش، وكان اعتزاز بني أمية بالنسبة القرشية أظهر وأجهر من أعتزاز الهاشميين عند قيام دولتهم - دولة الأمويين - إذ أحفظ عليهم صدور ۲۲ الصنائع: جمع صنيع أو صنيعة، تقول: هو صنيعي أو صنيعتي، أي: الذي ربيته وخرجته. ۲۲ خبط: سار على غير هدی۔

EE

44