صفحة:معاوية بن أبي سفيان.pdf/82

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
خليقة أموية

كانت هذه الخليقة على أتمها في سليمان بن عبد الملك أكلفهم بنعمة العيش؛ حيث كانت في طعام أو كساء أو ترف أو سرق أو خيلاء كان نهما لا يشبع ولا يرجع الخوان من بين يديه وعليه بقية، وكان يلبس الوشي على أفخر حلية وزينة، ويحضر الطهاة بين يديه بالسفافيد عليها الدجاج والطير، فلا يتمهل بها حتى تنضج، بل يلف يده في كمه ويتناولها من النار ويأتي عليها قبل أن تنقل إلى الصحاف، وربما صحبه عمر في السفر وهو صائم فلا يجد على المائدة فضل طعام إذا حان موعد الإفطار، وقد مات بالتخم مع إصابته بالحمى، وهو في الأربعين وأبناؤه الصغار لا يصلحون لولاية العهد، فجعل ينظر إليهم، وينشد: إن بني صبية صغار أفلح من كان له كبار وأمر وزيره رجاء بن حياة أن يعرضهم عليه في الخوذات والدروع، لعله يخدع نفسه بمنظر صبي منهم يصلح لولاية الملك، فلم يجد منهم من يروعه، أو يروقه في تلك الأزياء وأوصى بولاية العهد على كره لعمر بن عبد العزيز. قال ابن الجوزي في سيرة عمر بإسناده: إن سليمان بن عبد الملك كان ربما نظر في المرآة، فيقول: أنا الملك الشاب ... وكان جالسا فنظر في المرآة إلى وجهه، فأعجبه ما رأي من جماله، فقال: أنا الملك الشاب، وكانت على رأسه وصيفة، فقالت: أن يعم المتاع لو كنت تبقى غير أن لا بقاء للإنسان ويروى هذا البيت في أسانيد أخرى، ومعه البيت التالي: ليس فيما بدا لنا منك عيب عابه الناس غير أنك فان بعل ودخل عليه المفضل بن المهلب يوم جمعه، فرآه يدعو بالثياب ويلبس منها حلة حلة ويتخايل بها أمام المرآة ثم يخلعها، ويأتي بغيرها حتى ارتضى حلة منها، فالتفت إلى المفضل سائلا: يا بن المهلب ... أعجبتك ؟ قال المفضل: نعم؛ فحسره عن ذراعيه وهو يقول: أنا الملك الفتی

حيرة كشف

AY

81