صفحة:معجم أدباء الأطباء (1946) - محمد خليلي.pdf/9

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

--- وقد يزيد هذا الرأي رسوخاً ما وجد في بعض التعاريف لعلم الادب من وجوب الاحاطة بطائفة من العلوم ، ومن ضمنها الطب ، كذلك لا يستبعد أن يكون بعض الادباء الأقدمين قددرس الطب لهذه الغاية اذا لم يكن له شوق ذاتي وحافز طبعي أوداع آخر يدعوه لدراسة الطلب الى جانب دراسة الادب الذي لا نعتقد ان هنالك جامعة فنية تجمع بينه وبين الطب . وعلى هذا فيكون ( أدباء الأطباء ) كتابا قد جمع تراجم الذين ضموا الى فن الشعر على الطب ، فتغلبت احدى الظاهرتين على الاخرى حتى كادت تنطمس الثانية كامية ابن أبي الصلت الذي كانت شهرته الشعرية أقوى من شهرته الطبية وكابن سينا الذي كانت شهرته الطبية أحلى من شهرته الشعرية وكغيرهما من الشعراء الاطباء والاطياء الشعراء ولذلك كان لهذا الكتاب فوائده ومزاياه من حيث درس النواحي المغمورة أو تحقيق أخبار الأشخاص الذين أخذوا بطرفي هذين العلمين حتى طغى جانب من ذلك الطرف على الجانب الثاني فلم يعرف أحد عنهم شيئا إلا المتبعون . وهي خدمة يشكر عليها المؤلف شكراً جزيلا على ما بذل من مسعى في سبيل تحقيقها من أجل الأدب والطلب والتأريخ . ومن المؤسف أن يجيء بعض التراجم مقتضباً ويكون بعض الشعر قليلا كما أن بعض الأبيات من الركة بحيث لا تستحق الذكر ولا الاستشهاد بها . ونرانا غير منصفين اذا لم نتلمس العذر للمؤلف في قلة المصادر وقلة ما وردمن البحوث القديمة في مثل هذه المواضيع والغث الذي كثيراً ما تطفح به بعض الكتب والتراجم ، ومع ذا ذلك فاننا نرى ان بعض أخبار هؤلاء الرجال كان يحتـاج من المؤلف تحقيقاً أوسع مما وقع له وجاء في موسوعته ، وان بعض المواطن من لغـة الكتاب ربما كانت تحتاج الى عناية أكثر .