صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/112

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ۱٠۸ –

الصيحات التافهة التي يصيحها اليوم رجال الدين المحترفون في وجه بعض الكتب وبعض الأفكار حجة!! فإِنما هذه الصيحات تجارة رابحة اليوم، وحرفة كاسبة، لأنهم يعيشون في عهد الإقطاع الذي يقيمهم حراساً لمظالمه وجرائمه، ولكي يبرروا وجودهم في أعين الجماهير يطلقون هذه الصيحات الفارغة بين الحين والحين.

فأما حين يكون الحكم للإسلام، فلن يبقي لهؤلاء عمل، فسيكونون يومئذ مجندين لعمل منتج نافع، هم وبقية المتعطلين المتسكعين من كبار الملاك ورجال الأموال، ومن الموظفين والمستخدمين في الدواوين، ومن أحلام المقاهي والمواخير والحانات، ومن المشردين في الشوارع والطرقات. أو المصطلين للشمس حول الأجران.. وكلهم في التبطل والتسكع سواء. بعضهم كاره مضطر، وبعضهم كسول خامل، وبعضهم مستغل مستهتر.

وحين تندفع الجموع في تيار العمل النشيط؛ لن تكون هناك جرائم تقام عليها الحدود إلا في القليل النادر، وفي حالات الشذوذ، الذي لابد منه في المجتمعات.

غموض النصوص

بعض الأبرياء الجهلاء يصدق ما يشيعه المغرضون عن غموض النصوص في الشريعة الإسلامية، لأن بعض هؤلاء المغرضين يتسمون باسم العلماء؛ فتنشأ في نفوسهم شبهة في أن قبول النصوص للتأويل،