صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/118

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ۱۱٤ –

التعصب ضد الأقليات

بقيت شبيهة أخيرة، أنا أكره الحديث فيها، ولكن بعضهم يشير إليها تصريحًا أو تلميحًا، وبعضهم يتخذها تكأة وسببًا لإرضاء غايات صغيرة، وتحقيق منافع يسيرة.. تلك مسألة الأقليات في حكم الإسلام، وقومية الحكم في ظل إسلامية التشريع.

إنني أحسب مجرد التخوف من حكم الإسلام على الأقليات القومية في بلاده نوعًا من التجني الذي لا يليق؛ فما من دين في العالم وما من حكم في الدنيا، ضمن هذه الأقليات حرياتها وكراماتها وحقوقها القومية، كما صنع الإسلام في تاريخه الطويل. بل ما من حكم دلل الأقليات فيها دلل الإسلام من تفهم أرضه من أقليات. لا الأقليات القومية التي تشارك شعوبه في الجنس واللغة والوطن، بل الأقليات الأجنبية عنه وعن قومه.

وما كان جزاء الإسلام على عدله رعايته، إلا اضطهاد أتباعه في بلاد الأديان الأخرى، وفي ظل جميع أنواع الحكم ما عداه في القديم وفي الحديث سواء مما يجعل الحديث عن قومية الحكم لا إسلاميته، حديثًا بغيضًا، لا سند له من الحق ولا من الواقع ولا من التاريخ، ولا من روح الإنصاف التي يجب أن يتحلى بها المواطنون في كل بلاد الإسلام.