صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/123

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

عداوات حول حكم الإسلام

لقد تحدثنا منذ لحظة إلى الأبرياء، الذين تغير الشبهات في نفوسهم حول حكم الإسلام، فيتخوفون منه ويتلقون؛ لا لأنهم يكرهونه، ولكن لا لأنهم يجهلونه؛ ولقد كان من حقهم علينا أن نجلو لهم هذه الشبهات، وأن نرفع عن عيونهم هذه الغشاوات، وأن نجادلهم بالتي هي أحسن، بوصفهم مجنيًا عليهم بجهل هذا الدين لا جناة!

إن هؤلاء إلا فريسة فريق آخر أو فرق أخرى، ليست في مثل براءتهم، وليست في مثل غفلتهم! إنما تكيد للإسلام كيدًا عن وعي وعن قصد، وتصوره للأبرياء الجاهلين هذا التصوير البشع المخيف لغاية ولغرض. ومن حق أولئك الأبرياء الغافلين أن نكشف لهم هؤلاء الخبثاء الماكرين؛ وأن نطلعهم على ما خلف الستار من المكر السيء والغرض الدفين.

إن لحكم الإسلام أعداء كثيرين في الخارج وفي الداخل؛ فيهم الدهاة الأقوياء، وفيهم المهازيل والمهابيل. غير أنهم يلتقون عنده صالح لهم مشتركة في إقصاء الإسلام عن الحكم في الحياة؛ وهم يعارضون في رد الحكم إلى الإسلام بحجج شتى، وبمنطق مختلف، وبنبرات ولحون متباينة يتألف منها جميعًا دوی يخيل لمن يسمعه، وهو لا يعرف مصادره