صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/13

تم التّحقّق من هذه الصفحة.

إنىّ أتّهـمُ

.. أَتَّهم هذه الأوضاع الاجتماعية الحاضرة بأنها تشل قوى الأمة عن العمل والإنتاج؛ وتُشيع فيها البطالة والتعطل؛ وتقعدها عن استخدام مواردها الطبيعية والبشرية؛ وتؤدى بها إلى الضعف عن مواجهة الأخطار الداخلية والأخطار الخارجية، التي تتزايد وتبرز على مر الأيام.

إن أرضنا تملك أن تنتج أضعاف ما تنتج من غلات. ولكن لماذا لا يتم هذا؟ لأن هذه الأرض لا تزال موزعة كما كانت موزعة في أظلم عهود الإقطاع، فهي محتكرة في أيد قليلة لا تستغلها استغلالا كاملا، ولا تدعها للقادرين على استغلالها من لا يملكون شيئاً.. دع هذه الأرض تخرج من هذا الاحتكار؛ وتتداولها الأيدى المتعطلة التى لا تجد ما تعمل.. حينئذ تتبدل الحال غير الحال.

وإن الأرض الصالحة للزراعة ليمكن أن تتضاعف. ولكن لماذا لا يتم هذا؟ لأن مشروعات الرى والصرف الكبرى معطلة لا تنفذ! لماذا؟ لأنها تحتاج إلى المال، والمال في أيدي الرأسماليين؛ والدولة تشفق أن تحمل رؤوس الأموال نصيبها الواجب من الأعباء. لماذا؟ لأن الدولة لا تمثل الجماهير المحتاجة، إنما تمثل رؤوس الأموال.. دع مقاليد الحكم للشعب حقًا. حينئذ سيجد الشعب في خزائنه من حصيلة