صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/136

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ١٣٢ –

لقد يسمح الاستعمار بقيام حكم إسلامي زائف، في بقاع جاهلة من الأرض متأخرة، وفي ظل دكتاتوريات ظالمة مستغلة، كي يكون نموذجًا سيئًا منفرًا من حكم الإسلام، بل من ذات الإسلام!

هنا ينعق القانون من المغفلين والمغرضين، والأقزام الذين يريدون وأن يبدوا شيئًا مذكورًا. انظروا ها هو ذا حكم الإسلام! أفما ترونه مستبدًا ظالمًا غاشمًا، مستهترًا شهوانيًا فاجرًا، متأخرًا منحطًا جامدًا.. هذا هو النموذج الحي لحكم الإسلام؛ وهو النموذج الدائم لكل حكم ديني على ظهر الأرض كائنًا ما كان!

ويفرك الأقزام أيديهم من الفرح، والجماهير البلهاء تتحلق حولهم بسذاجة، والمستغلون يضحكون من الأقزام والجماهير، ويطمئنون إلى أن حكم الإسلام عنهم بعيد. والمستعمرون يضحكون من هؤلاء وهؤلاء جميعًا. وهم يتصايحون كلهم داخل المصيدة، ويتصارعون كما تتصارع الفئران الهزيلة البائسة في مصيدة الفئران!

عداوات المستغلين والطغاة

سلفت الإشارة إلى ما بين حكم الإسلام وبين المستغلين والطغاة من صدام، إلا أن يكون الإسلام سيارًا وهميًا، لا حقيقة واقعة. ولكن الطغاة والمستغلين لا يطمئنون أبدًا إلى دوام الغفلة من الجماهير؛ ولا يأمنون أن تستيقظ وهي في ظل حكم إسلامي. فتطالب بحقيقته