صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/139

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ١٣٥ –

والنار فحسب، بل يسلطون عليها رجال الدين المحترفين، والكتاب المأجورين، والصحافة الهازلة، تتخذ منها غرضًا للتهكم، وموضوعًا للسخرية، ويجد فيها التافهون من فتيان الصحافة في مصر مادة للتسلية تتفق مع تفاهة تفكيرهم، وضحالة ثقافتهم، وضآلة شأنهم في أية حياة أخرى جادة كريمة، كالحياة الدافقة في ظل الإسلام.

والعجيب أن جماعة من المفكرين الجادين، ينساقون كذلك مع التيار؛ ويؤمنون بذلك الإيحاء الذي تسلطه الرأسمالية على دعوة الإسلام، فيتصورون أن الحكم الإسلامي سينالهم بالأذى، ويشفقون منه على حرية الفكر، كما تخوّفهم أبواق المستغلين والطغاة!

إن حكم الإسلام لن يمس تفكيرًا مستقيمًا بسوء، وأن يمس وضعًا مستقيمًا بأذى. ولكنه حرب على الأوضاع الظالمة، والسلطات الغاشمة، ومادة قابلة للتفكير الأعوج والهذر السخيف، لا بقوة الحديد والنار على طريقة حكم الاستبداد، ولكن بالجدل الحسن، و بدفعة الحياة الجادة التي لا تسمح بالهذر الفارغ، ولا تجد المتبطلين الذين يستمعون إلى هذا الهذر في جد الحياة.

عداوات المحترفين من رجال الدين

لعل أغرب العداوات لحكم الإسلام هي عداوة المحترفين من رجال الدين، المحترفين على اختلاف مللهم ونحلهم وفرقهم وطرائقهم. ولكنها