صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/49

تم التّحقّق من هذه الصفحة.

في الإسلام خلاص

إذا اتضح أن الإسلام يملك أن يحل لنا مشكلاتنا الأساسية؛ ويمنحنا عدالة اجتماعية شاملة؛ وردنا إلى عدل فى الحكم، وعدل فى المال، وعدل فى الفرص، وعدل فى الجزاء.. فإنه يكون بلا شك أقدر على العمل فى بلادنا من كل مذهب آخر، نحاول استعارته، عن طريق التقليد، أو على طريقة المشاركة فى الحضارة الإنسانية بالاستجداء!

أجل – إذا اتضح هذا كله – فالإسلام أقدر على العمل في بيئتنا. أقدر من الشيوعية بكل تأكيد (وذلك على فرض تكافؤهما فى القيمة الإنسانية، وتكافؤ أثرهما فى العدالة الاجتماعية) فالإسلام معنا هنا فى الداخل، ولن نحتاج إلى استجلابه من وراء الحدود، كما نستجلب القوالب الجاهزة، فتجىء فضفاضة أو خانقة، لأنها لم تصنع على أعينتا ولم تفصل على قدنا، ولم تنبع من آلامنا وآمالنا.

والإسلام صاحب لنا صديق، صاحبناه ألفاً وثلاثمائة عام على الخير والشر، وعلى النعماء والبأساء، صاحبناه كارها وراضياً، وبررناه أو عققناه. ولكنه بعد ذلك كله صديق، له فى الجوانح هزة، وفي المشاعر ذكرى، وفى الضمائر أصداء؛ وليس بالغريب على أرواحنا ومشاعرنا وعاداتنا وتقاليدنا غربة الشيوعية، التى نحمد منها أشياء ونكره منها أشياء،