صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/61

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
– ٥٧ –

وأمهر، لأنه يضمن بذل أقصى الطاقة من الأفراد فى الإنتاج وأشمل، لأنه يعد الفرد للمجتمع، ويعد المجتمع للأفراد.

مشكلة العمل والأجور

إذا كان العمل هو وسيلة التملك ووسيلة تنمية الثروة فى اعتبار الإسلام؛ فهو إذن قيمة أساسية من القيم الاجتماعية والاقتصادية.

والإسلام يحيط العمل بقداسة، ويمنح اليد العاملة توقيراً، حتى ليقول نبى الإسلام الكريم عن يد ورمت فى العمل: «هذه يد يحبها الله ورسوله» وتتوارد أحاديثه تترى عن هذه القداسة: «من أمسى كالاً من عمل يده أمسى مغفوراً له»، «إن الله يحب العبد المحترف».. «ما أكل أحدكم طعاماً قط خيراً من عمل يده».

ولقد مر أن بعض فقهاء الإسلام يجعل للعامل الحق فى الحصول على نصف الربح؛ والمبدأ العام الذى يجعل للحاكم أن يستجد من الأحكام بقدر ما يجد من الأقضية، يجعل الدولة من حقوق التشريع العمالية ما تراه دائماً وفق مطالب المجتمع المتجدد، ومبدأ المصالح المرسلة (أي مصالح المجتمع التى لم يرد فيها نص) ومبدأ سد الذرائع (أى توقى الأخطار المحتملة) كفيلان بمنح الدولة كل الحرية فى التشريع، حسب مقتضيات الأحوال فى حدود العدل وكفاية العامل ورضاه.