صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/67

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
– ٦٣ –

الإسلامية، نطلع على شفاعات بشعة، ونبصر بمخالفات صريحة، بل نجد الأساس الاجتماعى كله مقلوباً.. إن الإسلام ليصرخ فى وجه الاستثناءات والمحسوبيات، التي أصبحت قوام الدولة وقوام المجتمع. ولو كان الأمر للإسلام ما ترك هذا البناء كله يقوم على الظلم والتفريق والفساد كما قام!

فساد العمل وضعف الإنتاج

أحب أن ألفت النظر بشدة إلى أن هنالك خطراً حقيقياً مصلتا على رقابنا، وعلى وجودنا ذاته كأمة: خطر الفساد الشامل لكل جهاز العمل فى الدولة وفى المجتمع؛ ذلك الفساد الذى يؤدى إلى ضعف الإنتاج العام، بل إلى الشلل فى بعض الأحيان.

ولقد تحدثت عن هذا الشلل فى مقدمات الكتاب؛ ولكنى أحب ألا أكتفى بما قلت هناك: إننا على حافة الهاوية والخراب بسبب تناقص الغلة وضعف الإنتاج؛ وإن الفقر والبؤس والهوان لا تحيق بنا لمجرد سوء التوزيع وحده، بل لأن مجموع الثروة القومية فى ذاته ضئيل، ولأن الإنتاج العام دون ما ينبغى أن يكون عليه بكثير.

هذا الشلل وذلك الفساد كلاهما وليد أمراض اجتماعية شتى: وليد سوء توزيع الملكيات والثروات؛ ووليد فساد نظام العمل والأجور، وعدم تكافؤ الجهد والجزاء؛ ووليد انعدام تكافؤ الفرص والقضاء بذلك