صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/84

تم التّحقّق من هذه الصفحة.

شبُهات حول حكم الإسلام

تغيم على الإسلام، وعلى حكم الإسلام، شبهات داكنة في نفوس هذا الجيل، بعض هذه الشبهات ناشئ من الجهل الفاضح بكل شىء عن هذا الدين؛ ذلك الجهل الذى لا يريد أصحابه أن يعترفوا بأنه نقص في ثقافتهم. على الأقل بوصفهم ناساً يعيشون فى دولة دينها الرسمى هو الإسلام. والإسلام عقيدة الأغلبية من سكانها، فهو إذن عنصر ضروري لدراسة المجتمع فيها، ولكل دراسة عقلية أو فنية فى محيطها. وبدلا من أن يعتذروا عن هذا النقص المعيب فى ثقافتهم، فإنهم يتخذون منه فضيلة، أو يستشهدون به على أنهم «مثقفون»!

وبعض هذه الشبهات ناشئ عن التباس فكرة الدين ذاته، بمن يسمون فى هذا العصر «رجال الدين»، وهو التباس مؤذ للإسلام ولصورته فى نفوس الناس، فهؤلاء «الرجال الدين» أبعد خلق الله عن أن يمثلوا فكرته، ويرسموا صورته لا بثقافتهم، ولا بسلوكهم، ولا حتى بزيهم وهيئتهم؛ ولكن الجهل بحقيقة هذا الدين، والثقافة المدرسية الباقية من عهد الاحتلال، والتى ما زال يشرف عليها الرجال الذين صنعهم الاحتلال؛ والأدوات التنفيذية التي صاغها بيده، لتسد مسده بعد رحيله هذا الجهل الناشئ عن تلك الثقافة. لا يدع للناس