صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/9

تم التّحقّق من هذه الصفحة.

صيْحَة النّذير

هذا الوضع الاجتماعي السيء الذي تعانيه الجماهير في مصر.. غير قابل للبقاء والاستمرار.. هذه حقيقة يجب أن تكون معروفة من الجميع، كى يمكن السير بعد ذلك على هداها في الطريق الصحيح.

نعم! غير قابل للبقاء والاستمرار، ذلك أنه مخالف لطبائع الأشياء، لا يحمل عنصراً واحداً من عناصر البقاء، يملى له في الأجل، ويهيئ له فرصة البقاء.

إنه مخالف لروح الحضارة الإنسانية بكل معنى من معانيها، مخالف لروح الدين بكل تأويل من تأويلاته، مخالف لروح العصر بكل مقتضى من مقتضياته. ذلك فوق مخالفته لأبسط المبادئ الاقتصادية السليمة. ومن ثم فهو معطل للنمو الاقتصادي ذاته، بله النمو الاجتماعى والإنسانى.

وكل وضع اجتماعى يكون من نتائجه شل قوى الأمة عن العمل والإنتاج، فتعويقها بهذا عن النموّ والتقدم.. هو وضع شاذ، لا يفقد فقط حقه في البقاء، بل يصبح بالفعل غير قادر على البقاء. فكيف إذا اجتمع إلى هذه الآفة، أنه يهدر الكرامة الإنسانية، ويفسد الخُلق والضمير، ويقضى على كل معانى العدالة، ويقتل الثقة الضرورية