صفحة:مغني الطلاب على إيساغوجي.pdf/10

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
١٠

من المحصّلين يحصّل كثيرًا من العلوم من غير شعور بشيءٍ من تلك الاصطلاحات.

قال الإمام الغزَّالي: من لا معرفة لهُ بالمنطق فلا ثقة بعلمهِ، وسمَّاهُ معيار العلوم.

(لِمَنْ يَبْتَدِئُ فِي شَيءٍ مِنَ الْعُلُومِ) والمراد من العلوم ههنا العلوم الكـسَبْيَّة، التي يُحتاج في تحصيلها إلى كسب وفكر، لأن العلوم البديهية لا يُحتاج في تحصيلها إلى شيءٍ من الكسب، فكيف إلى وجوب استحضار شيءٍ من القواعد المنطقيَّة.

وإنما قال: يجب استحضارهُ لأن القواعد ليست هي نفسها تفيد معرفة الفكر، وإلاَّ لم يعرض للمنطقي غلطٌ أصلاً وليس كذلك، لأنهُ ربما يغلط لإهمال القواعد أو لنسيانها، وإلى هذا يشير قولهم في تعريف المنطق: تعصم مراعاتهُ الذهن.

وإنما يجب استحضارهُ لمن يبتدئُ في شيءٍ من العلوم، لأنهُ آلةٌ لسائر العلوم، وآلة الشيءِ مقدمة على ذلك الشيءِ.

فإن قلت: يلزم من كونهِ آلةً للعلوم